الفلكي عماد مجاهد بالتنسيق مع دائرة الارصاد الجوية
منذ عقود ووكالتي الفضاء الأمريكية والأوروبية تطلق المجسات وعربات الفضاء للدوران حول كوكب المريخ والهبوط عليه، من اجل اكتشاف الكوكب الأحمر الذي لطالما أثار اهتمام علماء الفلك والهواة منذ قرون بحثا عن وجود حياة أو حتى حضارات على سطحه، وأجرت العربات المريخية فحوصات مهمة على التربة المريخية بحثا عن أي إشارة لوجود الحياة فيها، لكن رغم ذلك فيبدو أن ثمة دليل مهم قد يكون بداية الطريق لاكتشاف الحياة على المريخ لكن ليس على سطح الكوكب بل هنا على الأرض!
فقد سقط نيزك يعتقد انه قادم من كوكب المريخ على سطح الأرض وتحديداً في المغرب وتحديداً في صحراء "جويلميم السيمارا" Guelmim-Es Semara المغربية وسمي النيزك "تيسينت" Tissint، وبحسب دراسات العلماء فقد انفصل النيزك عن سطح المريخ نتيجة ارتطام احد النيازك قبل حوالي 700 ألف سنة، وسقط في الصحراء المغربية يوم 18 يوليو سنة 2011م وبالتحليل لاحظ علماء وكالة ناسا عدم وجود نيزك مشابه لهذا النيزك، ويتراوح وزن النيزك ما بين 7-11 كيلوغرام ومكون من صخور رمادية ناتجة عن احتراق المادة الزجاجية الموجودة في النيزك أثناء احتكاك النيزك بالغلاف الغازي الأرضي عند سقوطه، وتظهر على سطح النيزك علامات على وجود الماء بسبب وجود شقوق صغيرة في سطحه.
من خلال التحليل الكيماوي لمادة النيزك وجد العلماء وجود "كربون عضوي" organic carbon الذي له علاقة بالمادة العضوية البيولوجية، وعلى الرغم من اكتشاف "الكربون العضوي" في نيازك أخرى إلا أن العلماء يتناقشون فيما إذا كان "الكربون العضوي" في هذه النيازك كان موجودا قبل أن تسقط على الأرض أو قبل ذلك عندما كانت تسبح في الفضاء أو قبل انفصالها عن الكوكب الأم، حيث درس العلماء بشيء من التفصيل "الكربون العضوي" الموجود على نيزك "تيسينت" حيث كشفت التحاليل أن الكربون العضوي كان موجودا على النيزك قبل سقوطه على الأرض وهي نتائج تدعم فكرة أن المادة العضوية التي تعتبر أساس الحياة موجودة على كوكب المريخ.
وضع الفريق العلمي عدة نقاط ميزوا فيها أهمية دراسة النيزك المغربي عن النيازك الأخرى فيها أدلة على صحة دراساتهم وهي:
1- كانت الفترة بين سقوط النيزك والتقاطه ووضعه في المختبر قصيرة جدا ولم تسمح له بالتأثر بالبيئة المحيطة على الأرض وربما الحصول على الكربون العضوي من مصادر أرضية.
2- أن الشقوق الموجودة في النيزك ناتجة عن الحرارة العالية الناتجة عن سقوط النيزك وليس بسبب الصحراء المغربية.
3- أن حبيبات الكربون carbon grains قد تم ضغطها في النيزك لدرجة تحولها إلى حالة الصلابة أي تحول إلى "ألماس" diamond ولا يمكن لهذه الحالة أن تحدث في الصحراء المغربية وبخاصة في الفترة الواقعة ما بين سقوطه والعثور عليه.
4- يحتوي الكربون في النيزك على نسبة عالية من "الديتيريوم" deuterium و"الهيدروجين الثقيل"heavy hydrogen مع بروتون واحد ونيوترون واحد في نواته، وهي تتفق مع التركيب الجيولوجي للمريخ! ومثل هذا التركيز يعني أن النيزك يحمل بصمة من التربة المريخية، وفقا لما صرح به البروفيسور "احمد الجوريسي" Ahmed El Goresy من "جامعة بايروث" University of Bayreuth الألمانية.
رئيس الفريق العلمي "يانجتنغ لين " Yangting Lin من "معهد الجيولوجيا والجيوفيزياء" Institute of Geology and Geophysics التابع للأكاديمية الصينية للعلوم قال انه مع وجود هذه النتائج العلمية المهمة إلا انه لا يجب أن نحسم الموضوع، حيث انه قد يكون الكربون في النيزك غير عضوي أي لا علاقة له بالحياة، وان الكربون العضوي يمكن أن ينشأ على النيازك الكربونية، وبالتالي قد لا يكون للكربون في النيزك المريخي له علاقة بالكربون العضوي، وانه فضل إجراء المزيد من الدراسات والتحاليل للتأكد أكثر من هذه النتائج.
|